GRILA's Archives
افريكوم ارحل -- بيان بمناسبة الذكرى الخمسين
افريكوم ارحل  -- بيان بمناسبة الذكرى الخمسين
افريكوم ارحل
بيان بمناسبة الذكرى الخمسين للوحدة الافريقية


''نحن رؤساء الدول و الحكومة الافريقية ,المجتمعين بأديس ابابا ,بالحبشة
أولا,مقتنعون بأن الشعوب تمتلك الحق السرمدي في تقرير مصيرها بنفسها
ثانيا,واعون بأن الحرية و المساواة والعدالة والكرامة ,هي غايات اساسية لتحقيق الطموحات المشروعة للشعوب الافريقية .
ثالثا,مدركونا ان واجبنا هو في وضع الموارد الطبيعية و البشرية لقارتنا في خدمة التقدم الكامل و الشامل لشعوبنا, في جميع ميادين النشاط البشري .''


*****
ماذا بقي من هذا الميثاق ,الذي صاغه كل من موديبو كيتا,سيلفانوس أولمبيو, وصادق عليه 33 بلد فتي يوم 25 ماي 1965؟ فقد تمخضت عن هذا الميثاق منظمة الوحدة الافريقية ,التي لم تتوفق في انجاز وحدة القارة ,وبعد نصف قرن من ذلك عوض الاتحاد الافريقي منظمة الوحدة الافريقية ,غير أن افريقيا لا تزال تكافح من أجل سيادتها الكاملة ,و هي لا تزال مقيدة بتقسيم دولي للعمل ظالم يدعمه نظام امبريالي يصد كل توجه وحدوي افريقي ,وقد اعتبر تقرير فرنسي ,صادر مؤخرا عن وزارة الدفاع ,بأن كل توجه توحيدي في افريقيا هو تهديد للمصالح الغربية .
و بمناسبة هذه الذكرى الخمسين ,نحن المواطنين الافارقة والألمان :
نطالب,بأن تطوى نهائيا صفحات القرنين التاسع عشر و العشرين الخاصة بإعادة الاستعمار و التي لا تزال مستمرة .
ففي سنة 1885 ,انعقد في برلين أول فضاء للتبادل الحر لصالح الرأسمالية و على حساب الكونغو ,و هو الذي سيفتح الباب لتفاهمات استعمارية اخرى ,لتقسيم القارة .
و في سنة 2013 ,انطلقت الافريكوم من شتوغارت ,لتتوسع في افريقيا في حين أن القارة تعيش نزاعات جيوسياسية و اقتصادية و جيواسترتيجية تنخرها في الاعماق .
ان ألمانيا التي تعرف تجربة الحرب ,هي ايضا بلد 26 يجرم كل التحضيرات للحرب العدوانية و كذلك كل عمل ينطلق من ترابها و يهدف الى تعكير السلام بين الشعوب, و في فصله 25 يتحول القانون الدولي الى قانون ألماني متفوق على كل القوانين الأخرى و هو الفصل القاضي , بان كل عمل مناهض للقانون الدولي هو مناهض للدستور الالماني .
و تملك المانيا منذ سنة 2002 ,قانونا يجعل من جرائم القانون الدولي العام و خاصة جرائم الابادة الجماعية ,و الجرائم ضد الانسانية ,و الجرائم الحرب من اختصاص المحاكم الالمانية (الاختصاص الدولي (مهما كانت جنسية أصحابها و مكان اقتراف هذه الجرائم .
اننا جميعا,نطمح للسلم و التضامن و السيادة ,
و في صلب سياستهم التوسعية و العدوانية على افريقيا ,تسعى القيادة العامة للولايات المتحدة في افريقيا – أفريكوم – التي أنشأتها ادارة بوش الابن ,تدعي هذه القيادة حماية الامن القومي الامريكي بتقوية القدرات الدفاعية للدول الافريقية ضد كل التهديدات الاجنبية و تمكينها من نمو متناغم و مواتي لحاجاتها , و قد سعت الى تحويل قاعدتها من شتوتغارت و تركيزها في افريقيا .
و في شتوتغارت تتمركز وحدات (( التي تنسق الضربات العسكرية و المناورات في القارة .
ان مسعى تركيز قاعدة افريكوم في القارة الافريقية الذي ترفضه أكثر البلدان و يستهوي البعض الاخر – شئيا فشئيا هذا الامر يفرض نفسه من تحصيل الحاصل كلما تطورت استراتيجية الاقناع و التطويق و الانتشار و مع تزايد بؤر التأزم – و فعلا فان افريكوم اضافة لإجراءات الناتو و مبادرات احادية لبعض بلدان الناتو كفرنسا انما تتخذ في صالح بلدان المركز خاصة و بعض اذيالهم .
ان هذه القاعدة ،تهدف الى التأمين الدائم لمصالحها و التحكم في مواردنا الاولية و فضائنا الاستراتيجي ، و كذلك في مواجهة نهم بلدان البريكس المتوثبة و في مواجهة طموحاتنا الخاصة بالوحدة .
لا أحد من بلدان الناتو يحتاج الى قاعدة عسكرية بهذا الحجم في افريقيا ،فهم يملكون الكثير من القواعد و التسهيلات ، و يمكن لهم التوجه الى حيث ارادوا في افريقيا بناءا على الاتفاقيات الثنائية و غيرها من التفاهمات.
ان أغلب جيوش القارة الافريقية قد وقع تبنيها من قبل قوات لبلدان امبريالية و مليشياتهم الخاصة وشركاتهم الامنية ،اضافة لذلك فان هذه القوات تغذي بشكل مباشر أو غير مباشر الخطر الارهابي والذي يترعرع على أرضية التخلف و البؤس،أو هي تسعى جاهدة لتعطيل التقدم الديمقراطي كما هو الحال في افريقيا الشمالية و ذلك بإضعاف بعض الدول ، او مساعدة بعض الانظمة الرجعية عن طريق حلفائها في الشرق الاوسط .
ان الوصاية على أقطارنا متقدمة جدا بسبب التفكك الذي حصل فيها جراء ثلاثة عقود من الاصلاحات الهيكلية و تراجع دور الدولة ،و الحوكمة ألسيئة و استبعاد الديمقراطية و ادارة الظهر للسياسة .
فعلى المستوى العسكري تعرف البلدان الافريقية التشتت و الهوان و الاختلافات في أكثر القضايا خطورة كالاحتلال و مثال ذلك في الكونغو و ساحل العاج و ليبيا و مالي ، و كذلك المزايدات على الاستقرار كما هو الحال في السودان و مصر و نيجريا و تونس و افريقيا الوسطى و الجزائر .
و في ميادين العمليات توظف الامم المتحدة و هو ما يضطرها لترك المجال واسعا لقوات الناتو ،و ما يظهر من اتحاد صوري للبلدان الافريقية التي توكل لها عمليات عسكرية هو في الحقيقة في خط الامبريالية .
و قد بعثت 36 من بلدان افريقيا جيل المستقبل من قادة الامن الى واشنطن و قد انخرط هؤلاء القادة ضمن نظام تقوية القدرات العملياتية و العسكرية تحت لواء أفريكوم و طال ذلك حتى برامج تكوين الجنود و كذلك مهمات حفظ السلام للقوات الاممية .
و منذ عشر سنوات تزايد عدد الجيوش الافريقية المساهمة سنويا في مناورات (( مقاومة الارهاب في شمال افريقيا و غربها ،اما فهي مناورة في قطاع الاتصالات الاستخباراتية و هي مناورات بحرية مهمتها مراقبة الملاحة بشرق افريقيا و المحيط الهندي .أكثر من خمسين تدخل عسكري فرنسي استعماري جديد .
و صحيح ان هناك انخراما امنيا غير عادي في قارتنا يتخذ ذريعة للتدخلات الاجنبية و هناك تزايد لبؤر ذات طبيعة ارهابية و مغامرين سياسيين يملكون رزنامات خاصة و يسيئون للنظام العالمي مثلما يسيئون للبلدان الافريقية ن غير انها لا تعدو ان تكون ظواهر محدودة .
اما عن أصل هذه النزاعات التي تستغلها الدول الكبرى و تدعي السعي لأزالتها فهي ناتجة عن فشل التنمية و عن شبكات التهريب المتولدة عن نزاعات مستديمة و عن الفقر و الاجرام و عن توظيف الفوضى من قبل عملائهم المحليين .
و العملاء المحليون هي تلك الشركات المتعددة الجنسيات التي تتحالف مع حركات التمرد و الارهاب للوصول الى الموارد الطبيعية ، اما ارتباطاتها بالقوى الاجنبية التي تأتي لتحرير المناطق المتنازع عليها فذلك جزء من الاستراتجية القائمة على الحلول الامنية حصرا و التي تشرعن للعسكرة .
و ثمة كثير من الانظمة في بلداننا تساهم في هذا السطو المنظم او هي في الاحسن الاحوال خاضعة لابتزاز حول خوصصة الموارد الطبيعية .
ان جيوشنا الوطنية او ما تبقى منها ، هي تحت الوصاية ، و ان تحويل قاعدة افريكوم الى افريقيا وايضا تزايد التدخلات العسكرية الفرنسية و غيرها ، كل ذلك يرهن الاندماج الافريقي المأمول والمشاهد أن افريقيا تدخل عنوة و بالتدرج تحت مظلة الناتو فهناك مساعدة متبادلة بين الناتو وافريكوم الى حد توحد مهامهما و غياب كل تمايز بينهما .
و في بداية شهر ماي الحالي ، تسلم الامين العام للناتو اندرس فوغ راسموسن بواشنطن جائزة القيادة المميزة من قبل المجلس الاطلنطي .
ان افريكوم مثلها مثل الناتو تحاصر افريقيا و تحدث سياسة ذات علامات عميقة في التاريخ ، نذكر منها صدها لحركات التحرر و قلبها للأنظمة التقدمية و فشل سياستها في تطويق الكفاح ضد التميز العنصري و تيه السياسة الامريكية في الصومال و السودان و تفاهماتها مع القاعدة و الاعمال الارهابية الجهادية قبل 11 سبتمبر و سياستها المعادية للإرهاب التي توختها بعد ذلك .
في سنة 2002 كانت المبادرة الخاصة بالساحل الافريقي و التي ضمت أربعة بلدان لغاية مقاومة الارهاب ،ثم شملت المبادرة خمسة بلدان أخرى في نطاق ما يسمى مقاومة الارهاب في عموم الصحراء ، ثم جاءت لتشمل ستة بلدان من افريقيا الشرقية ن وفي ذات السنة 2005 جاء الناتو لمساعدة الاتحاد الافريقي في دار فور و بعد سنتين من ذلك صيغت الدراسة التي مثلت رحم كتائب القوى الافريقية و التي تطمح لنشر الامن في القارة و ستكون هذه المبادرة عملية بداية من 2015.
ان كل هذا انكار للسيادة الافريقية ن و الحقيقة أن الناتو و أفريكوم لا يحتجان لأكثر من ضابط الاتصال الحالي ذو الرتبة العالية لضمان الاتصال مع الاتحاد الافريقي .
ان واجبنا هو في خلق وعي دولي و افريقي لإقناع نخبنا و شعوبنا بأن تجيش افريقيا يؤدي الى مأزق و يساهم في تأجيج النزاعات و تغذية الصراعات ، ان السيادة الافريقية تمر عبر تصفية كل القواعد الاجنبية و بإنشاء جيش قاري مهمته الدفاع الحصري عن أرض افريقيا و ضمان الامن فيها ، أي الامن الافريقي .و يتطلب هذا اندماجا قاريا موجه للتقدم الاجتماعي ، و هو الامر الذي يتعارض مع التوجهات الحالية التي تجعل من جيوشنا احتياطا للجيوش الامريكية ،مهمتها اطفاء الحرائق التي يوقدها النظام الدولي للوصول الى الموارد الطبيعية .
ان من واجبنا ان نعول على وحدتنا و على المحافظة و الدفاع عن مصالح وجودنا و ان لا نعول في ذلك الناتو او الافريكوم ،و هكذا فحسب يمكننا ضمان التراكم الذي يحقق التنمية المندمجة لقارتنا .
كلنا ،رجال و نساء من أجل الرقي الى وعي المواطنة و الى الانتماء الافريقي لشبابنا .
أفريكوم ارحل ،افريقيا للأفارقة،لا قواعد أجنبية بعد اليوم لا في المانيا و لا في افريقيا ،لا للتجيش الارهابي و لا للقواعد الاجنبية من شاكوس الى ديقيو غارسيا مرورا ليبرفيل الى ساو تومي الى سبته الى نجامينا ،دجيبوتي أو طرابلس.
لا للسطو العام لا الموارد الطبيعية و الاراضي الزراعية الافريقية من قبل الشركات المتعددة الجنسيات.
لا للقادة الذين يسلمون افريقيا للإمبريالية .
من أجل تغير ديمقراطي و شعبي للاتحاد الافريقي ، تحيا عملية الازالة النهائية للاستعمار في افريقيا،عاشت افريقيا موحدة أبد الدهر ،أيها الافارقة انهضوا للدفاع عن القارة الافريقية .


وقع على هذا البيان مجموعة البحث و المبادرة من أجل تحرير افريقيا
و المعهد التونسي للعلاقات الدولية .
40. Marika Bruhns
41. Wade Mbaye Thioune, Urbaniste
42. Glokal e.V., Daniel Bendix
43. Alice Cherki, Psychiatre, Psychanalyste44.
45. Dr. Werner Ruf , Chattenweg 32
46. Evelyn Dürmayer, Kleeblattgasse
47. Dr. Helmut Küster, Germany
48. Dr. habil. Jürgen Kunze, Afrikanist/Soziologe, Leipzig
49. Elena Ball
50. Alisa Neuberger unterstützt Euch, Liebe Grüße aus Salzburg